أقترب العيد

اقترب  العيد

إقتربَ العيدُ و أنا سأعيدُ  في سهوتي
إقتربَ  العيدُ فأي  عيداً  لي  بجنازتي

و أنا  أعيشُ  بلا  روح  كالموتى  أتمددُ
بجراحي  بسفري  والبكاءُ دائماً  قبلتي

لا  أخاً   و لا  اخت    و لا أستطيع  أن
أزورَ  قبر  أبي  وأمي   لأبكي  بدعوتي

وحيداً  جالساً  بمربع  الأحزانِ  لوحدي
أرقصُ  من  شدة   الألمِ    بمر   لوعتي

أجولُ  بسكرة  اللحظات  فقط  أحاولُ
العثورَ  على نفسي  في  كأسَ  سكرتي

ألملمُ  من ورائي  بقايا  نعشي بطريقي
أعومُ  ببحر  أحزاني   أتوجعُ   بدمعتي

أمشي  يميناً   و  تارةٍ   شمالاً   فالحزنُ
يسكنني  فأبكي  دائماً  بقسوة  كارثتي

فيا أيها  العيدُ  إلى أين وجهتكَ  وكيف
هو  شكلكَ  فإني لم أراكَ  منذ طفولتي

و ها قد بلغتُ العقد الخامس من عمري
و لم  تكن  معي  يوماً    بطولَ  رحلتي

فلما يا أيها العيدُ  منذ  الأزل  لا تقربني
قد مضى العمرُ والروحُ احترق بمحنتي

فما  الذنبُ  الذي   أنا   إقترفته   حتى
تكرهني بطول هذه  السنين  بصرختي

أفلا  تمرُ  من عندي  بيوم  يا أيها العيدُ  
لأتحرر  من حزني  الدفين  من  قسوتي

فأنتَ في كوكبٍ و أنا في كوكب و منذ
البعيد جداً  مازلت أبحث عن ابتسامتي

مازلتُ  أبكي  بغربة  منفاي  مع أولادي
مازلتُ  أنتظر  الفرج  الأعرج   بحرقتي

ولم  ترسم   الأقدارُ   لنا درب  الوصولِ
فأنتَ   ستبقى   إلى  الممات   بحسرتي

فإمضي  بدربكَ  بعيدٍ عني  ياأيها العيد
و إتركني  لدمعتي   لصرختي   لكسرتي

فأي عيداً أستقبلهُ و قد ضاعَ مني بلدي 
و أهلي  وناسي  و  تفرقتُ  عن  اخوتي

الشياطينُ  قد  سرقتْ عيدي و سعادتي
و استباحت  جنتي  بجنازة   رصاصتي

و حولوا  حياتي  لجحيم  و  رسموا  لي
دروب  الضياع  فكانت   سبب    مذلتي

مواجعاً  وقد  أثقلتنا   بسيوف  همومها
فآهاً من ألم  الخناجر  بظهري  بسقطتي

نكلوا بجسدي الجريح و راحوا يقطعونَ
الشرايينَ  عن  الوتين   فكانت  فاجعتي

إحترقَ عيدي قبل مولدهُ وغابت فرحتي
فغدا  العيدُ  ناراً   يحرقني  بدار   غربتي 

فعلى درب الموت  أجلسُ  بكفني  شريدٌ
أنتظرُ  العبور  من هذه  الحياة  ببطاقتي

فلا  عيدٌ  يرغبني  دروبهُ  للتلاقي  و  لا 
ثوب الفرحِ  تلبسني  فأي  كذباً  بحوزتي
 
إني أموتُ وجعاً بذكرى طفولتي برائتي
فآهاً  على  وجع الحياة  بطول  سيرتي

مصطفى محمد كبار  ..... حلب  سوريا
٢٠٢١/٥/٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس