جرح العفاف قاتل

جرحُ  العفافِ  قاتلٌ

زرعتُ   بدربُ اليقينِ    طيبَ  منزلهُ
و رسمتُ  بحلاهُ قدرٌ  لا يسابقهُ كرمُ

و قلتُ  ها أنا   أمسكتُ بهِ   فأحببتهُ
وكأني أمسكتُ غبارُ السرابِ بهِ عدمُ

ماهي  علتي  بأرض الخاسرينَ  معهُ
تنكسرُ  هامتي  بمقلها و جرحي  ألمُ 

شكواي ما لهُ سرٌ  ببابَ خالقي وانما
بصلاة الوهمِ أجني صراخاً وأعتصمً

عفافُ يا قبلتي  متى تعودين  ملاكاً
ألا يكفيك رجسُ البغضِ بثوب التهمُ

يا صبحاً  غدا  ببلوتهِ  قلبي و  أذلني
قد شابَ الشعرُ  و وجهي عظمٌ  هَرِمُ

فتلكَ المسافاتُ مازالتْ  ترهقني ألماً
وجرحي من بعدِ الفراقِ كيفَ سيلتئمُ

فكم  رجوتك لا تردني  خائباً  منكسرٌ
وكل أوصال الوتينِ  بروحك  ملتحمُ

فالمنايا  تحكمني تعباً  بطيب  الشيمِ
دروبٍ قد تهاوتْ بالكربِ ولا  تستقمُ

آه  ياعلتي المكنون بمن أسقطُ متيماً
قدكانَ الروحُ جسراً لمن ليس لهُ قيمُ

أن الأمسَ  قد  مشى بجسدي  مرضاً
و جرحُ  الأمسِ  مازلَ  بهِ  داء  الورمُ

مالكَ  يا قاتلي  تقطعُ  بشراييني  دمُ
هل  غلبتْ  وجه السماءِ  بشر  الوهمُ

و ركبتَ  سفرَ  الريحِ  بمدى  الرسوبِ
فكانَ بسقوطي المر  لكَ  طيبُ الحلمُ

أم  أن  روحي جالَ  بمسكنُ الأشباحِ
بلذتهِ  و كأنَ  روحي  يخاطبُ  صنمُ

يا أسفاً قد أورثني البعدُ جلَ  أزمنتي
يا ندماً  لدروبٍ  قد خطى  بهِ  القدمُ

حسبي لواحدُ الجبار لو  انهُ  أسعفني
فلا  راحةٌ  بدياري    و لا  كرمُ  النِعَمُ

فالويلُ  لزماني  فكم خابَ  بهِ  ثقتي
و كم  من ذئابٍ طعنتْ  بموتِ  الزِممُ

قل  لي   يا ذابحي  متى  كانَ   البعدُ
يقسمنا   متى  نامَ  بيننا   شرُ  العجمُ

يا سارح الشركِ   بليل الشيطان  ماذا
تشتهي  لما أراكَ بموتي  فقط  تبتسمُ

و إني  قد  هويتكَ   منذُ  ألفِ عامٍ  و
 بحبكَ  كالشهيدِ   أنا  بالموتِ   ملتزمُ

و أقسمتُ  ليوم الدين   بحب  العفافِ
فاليشهد  ربي للقيامةِ على هذا القسمُ

فأعد  إليَ  بريق  الحياةِ  لأحيا  قليلاً
بنثر  القصيدةِ  بمعنى الحرفِ  و القلمُ

و ترضى  بلوعة الزمانِ  بكارثتي  المر
فأجهدتني مراً وأسقيتني بغضُ السقمُ

فهل للظالمينَ دنسٌ بأجسادنا لترهقنا
أم  نحنُ   كنا  لكلاب  الظالمينَ  خدمُ

عودي يا من تركتْ  صغارها في الردى
فكل صبحٍ  بغيابك  هو ساقطٌ  منهزمُ

الشاعر  .......  مصطفى محمد كبار
٢٠٢٢/٥/٢٢   حلب  سوريا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس