يامظفر النواب

يا مظفر النواب ...

يا مظفر النواب ..
عندما تصبح بين يدي الربِّ
قلْ له .. يا ربي 
لن أرضى بأقل من نهر الخمر 

قلْ له ..يا ربي 
أريد أن أثمل 
و أنقعَ قلبي بالنبيذ ومكعبات الثلج و أوراق النعناع 
أريد أن أثمل 
و أمسح نهديها بجفني
و أن أمسك روحها بيدي 
و أرحل في جنة جسدها 
حتى أنسى جرحي .. 
أريد أن أثمل 
لأبوح لكم بسري
إن الرجل ، يفعل أي شيء ٍ 
.... لأجل الحب 
.... لأجل الوطن 
أريد أن أثمل 
و أطهر عظامي من رائحة القهر 

يا مظفر النواب 
عندما تصبح بين يدي الربِّ
قلْ له ..
أن يدعوا كل الملائكة 
و أهل الجحيم و الجنة 
لأمسية ٍ شعرية ٍ 
و لا تنسى ..
أن تقرأ لهم 
قصيدتكَ ، أولاد القحبة 

قلْ له ..
أريد أن أثمل 
لأن كلماتي ، لا تصبح حروفها حادةً كالسيف 
إلا إذا سقتْ ، من نيران القلب 
و أن قصائدي ، لا تحلق كالنسور على الجبال 
إلا إذا روتْ ، من النبيذ الأحمر 

قلْ له ..
أريد أن أثمل 
و أسقط على ركبتي 
و أجثوا لها 
حتى تعانقني 
حتى تضم ظلها إلى ظلي 

قلْ له ..
لن أخرج من صمتي 
لن أشجن هجومي الشرس على الطغاة 
حتى إذا مزقتموني إلى أرب ٍ 
إلا بعد أن تخرجوا إمرأتي من جسدي 
إلا بعد أن تخرجوا وطني من جسدي 

يا مظفر النواب
عندما تصبح بين يدي الربِّ 
قلْ له ..يا ربي 
قبل أي إستجواب لي 
أخمد هذا الصراخ المعند بداخلي 
نظف جرحي و روحي 
من عفن الزنزانة 
ثم سرْ معي 
على هذا الرمل 
من بغداد إلى دمشق 
ثمَّ ..
أرمي بي 
بنديم الجحيم 

يا مظفر النواب 
عندما تصبح بين يدي الربِّ
قلْ له ..
أن يحشد كل جنده و ملائكته و عباده .. 
ليلملموا نثار دمكَ
في أرجاء الوطن 

بقلمي : عصمت مصطفى 
             أبو لاوند

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خواطر أدبية

خلف الجدار

خواطر أدبية. . . خيوط الشمس