جرح لا يندمل
جرحٌ لا يندمل
عندما يعشقك الجرح ...
يأتيك من كل جانب
من كل حدب وصوب
من بين أوراق السنديان
وأشواق الخيزران
حتى من عبق الريحان ...
من سلاسل جبال الأثرياء
جعجعة الرحى
وطاحونة الهواء
وولادة الطحين ..
بمباركة الدوران في الماء
........... .
هذه الادنى مذ وعيناها ألم ...
تُبكينا لحظات اللقاء
لحظات الفراق
وعناقيد الأشتياق ...
تَفْرطْ
كالعقد في الهباء ....
..........
عندما نقرأ
عندما نلهو
نلعب
نكبر
نسهو
وحتى حينما يسرد الليل علينا
قصص الأنبياء
..............
هل من طبيب مداوي للجرح العميق
هل ثمة من ينقذنا من الماضي السحيق
هل من راعي يرضعنا الدواء
من حلمات تضج بالحياء
.............
عندما يعشقك الجرح
يأتيك ... مع شروق الشمس
وتناثر الأمس
و مناجم الحروف
لرحلات الصيف
والشتاء ...
................
عندما يعشقني الجرح ...
أبحث عن ذاتي ...
بين أبجدية الحضارات
من ميديا ...
ومهاباد ...
والهوريين ...
والآريين ....
وبين حروف التاريخ
في لغة الميلاد ...
وصحائف السماء
.....................
أبحث عني ...
وانا أقرب من قلبي مني
لكن الحديث تاه عني
في غياهب الجب
تعويذة ألفناها ...
وملاحم الحروب
دوّن عليها أفلاطون
أمجاد العظماء
...................
ناحت بين الضلوع لغة
هي الأم ...
زنوبيا
ونفرتيتي
وأميديا
هي نهد حضارة ...
لغة نهديها للأحفاد
و توارثتها... أشجار الزيتون ... وأكاليل السماق ... واوراق الزعتر ... وعبق الليمون
وضخت الدماء في تلالها البيداء
................
سأروي قصة نبضي ...
لسنابل الحياة ...
وكيف صار قلبي يتيما
بلا صديق سوى الجبال ...
كأصحاب الكهف
وأمنا العذراء
....................
هذا الغبار أعمانا ولم يزل ...
كنا وكانوا ...
صالوا وجالوا ...
ذبحوا ونحروا ...
أمروا ... فأطيعوا ...
أقسموا ولبوا ...
شربوا وسكروا وناموا ....في الخفاء
.................
والى الآن لم توقظهم رحلات القمر ...
لا يبغون حضارة البشر ...
لا يعجبهم رن الوتر ...
فهم رضعوا مع الناي ...
كل أمرٍ مقتدر ....
وناموا برداء من الرياء ..
................
غبار ينمو مع خصلات الشعر ....
مع صرخة الطفل في وأد العمر ...
لا بل هناك من ضحك عليهم ....
وارسل لهم الزوابع والأعاصير ...
ونمّا فيهم سياسة النحر والتدمير
هذا ما جنيناه ... منذ الخليقة ........ من رحم الوفاء
.................................
الشاعر الملكي... محمد جميل عمر
تعليقات
إرسال تعليق