الى متى سنكذب
إلى متى سنكذب ..؟
ليس شعراً :
إلى متى سنكذب ..؟
عن أي حب سنتحدث ..؟
هل بقي هناك وطنٌ ليذبح .. ؟
أفتح فيس بوك
فيداهم بيتي ١٢٥ نبياً
و ٥٠ إماماً
و ٣٠ قديساً
و ينفجر تحت قلبي ألف حزام ٍ ناسف
و يصطدم بسريري دبابات و طائرات حلف الناتو
و يحلق فوق رأسي الأباتشي و سوخوي
و يسهر على جفني مائة شاعر
و يحفر على خدي مائة فنان
و يرسم على صدري مائة رسام
و يبحث على لساني مائة إعلامي عن قصائدي القتيلة ..
حتى إنني إذا أردتُ أن أتنقل في غرفتي ، في مطبخي ، على شرفتي
أخاف أن أسقط فوق لغم أرضي ..
صدقاً ..
أنا أخاف من شاشة جهازي
أخاف أن يقفز على وجهي ضفدع أو تمساح
أو أن يخرج من تحت الزجاجة السوداء إمرأة مزيفة و تسحب عليَّ مسدس شفتيها و تقتلني ..
أخاف من طيور و فراشات و نساء الفيس بوك
أخاف من أغاني و رقصات الفيس بوك
أخاف من شمس و قمر الفيس بوك
أخاف من أنهار و بحار و محيطات الفيس بوك
أخاف من أزهار و قبلات و عناقات الفيس بوك
أخاف من تحيات و تكريمات و تشكرات الفيس بوك
أشعر بكلماتي على الفيس بوك تفقد غضبها النقي ، تمردها الطاهر
أحس بحروفي بلا طعم ، بلا رائحة ، بلا لون ، بلا صوت ...
أرى دموعي تركض إلى بيوت الفقراء
لتجف على جفون الأطفال
و تخرج من صنابير الأغنياء ليغسلوا بها أجسادهم المتسخة
الخبث على الفيس بوك لا يذكر
الشر لا يكتب
إنه .. عالم خاص يعيش بلا رحمة ، بلا غفران ..
بقلمي : عصمت مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق