أخاف أن أكتب الشعر
أخاف أن أكتب الشعر ..
أخاف أن أكتب الشعر
فيحجزني الحبر بين الحرائق
فتأكلني الكلمات بدون ملح
فتطعنني الحروف بخنجر
فيجف على عيني البنفسج
فلا ينقذني الريح
فلا يسأل عني القمر
فلا تزورني الشمس
فلا تناجيني القصائد
فلا يلملمني الحب ..
......................
فلا يعشقني الوطن
أخاف أن أسير في الشوارع
أن أنظر إلى الجدران
أن أجلس على الرصيف
أن أفتح النافذة
أن أسند ظهري إلى جذع الشجرة
أن أجفف دموعي على كف الشمس
أن أبوح أسراري للقمر
أن أغسل أصابعي في النهر
أن أرفع رأسي إلى السماء
أن ألعب مع أصحابي
أن أتسلق الجبل
أن أقول صباح الخير للعصفور ، للورد
أن أفتح الفيس بوك
أن أرتشف القهوة مع زوجتي
أن أحمل على ظهري حقيبتي
أن أتفقد إبتسامتي
أن أمسح عن وجهي الحزن
أن أمشي تحت المطر
أن أكتب الشعر
...................
فأتهمُ ب ِ حب الوطن ..؟!.
فأتهمُ ب ِ حب الوطن ..؟!.
أخاف من الورق الأخضر
من الظل
من الحرف
من الكلمة
من الهواء
من الماء
من النار
من الحجر
من المطر ..
من النملة التي تصعد على الدرج
من القمح الذي يطلع من الأرض
من الشعاع الذي يزعزع الفجر
من الزهرة التي تسرق القبل
من الريح الذي يعبر البلد
.........................
من الوطن الذي يمزق الوطن
أخاف على العصافير
على الأطفال
على الفراشات
على الصور
على رائحة الزيزفون
على ثمرة الليمون
على براعم الورد
على أغصان الزيتون
.......................
على الوطن أن يعيش بلا وطن
أخاف كالقطط
كالأيائل
كالسناجب
كالضفادع
كالزنابق
كالنسيم
كالندى
كالموج
كالرمل
كالغبار
كالبحر من الشراع
كالحمام من ضوء الغروب
...............
كالوطن من الوطن
أخاف على قبر أمي
على ذكريات أبي
على أحلام أطفالي
على نظرات إمرأتي
على زيتونتي
على قصائدي
على أرضي
على بلدي
..................
على الوطن أن يذبح الوطن
أخاف أن أكتب الشعر
فلا توافق العواصف
أن يخبئني الليل تحت قميص الظلم
فلا ترضى الرياح
أن يكلمني القمر في الحلم
فلا يسمح الجبناء
أن تطعمني الشمس
خبز القمح
أن ترضعني السحابة
حليب اللوز
أن تغسلني إمرأتي
على ضفاف عينيها
بعطر الجفن
..................
فلا يقبل الطغاة
أن يشتري الله لي
سيف الحرية
.................
أخاف أن لا يأتي الوطن
ليدخن معي
تبغ البلد
ليشرب معي
على سرير المنفى
نبيذ العنب ...؟!.
بقلمي : عصمت مصطفى
أبو لاوند
تعليقات
إرسال تعليق