القصائد السياسية
القصائد السياسية ...
- ١ -
مشاجرة أبدية ..
ذاك الرجل .. كان عظيماً
عندما قسم التاريخ
بين الخير و الشر
- ٢ -
الحزن ، الغضب ، الكسل
قسموا قلبي
إلى ولايات
و لكنني أخاف أن تطلب إحدى هذه الولايات الإستقلال
و لا يتحمل جسدي
أي تمزيق ٍ
أي إقتطاع ..
- ٣ -
إبتسامتي ..
ولدتُ و ترعرعتُ في قريتي جويق
و قضيتُ حياتي ، أمضغُ الأحلام
و إلى الآن ..
لم ينتبه أحد
إلى إبتسامتي التي تنازع
في حلبة الدروع
بين أوراق قصائدي
بين أنقاض جسدي ..
- ٤ -
الحب ..
ينتفض ، يثور
في كل ولايات قلبي
ترى ..
من سيتذكر ذاك الجزء الصغير
بين الأقاليم
ليمنحه حق الحب
و حق العناق
على الأقل حق اللجوء ..
- ٥ -
حروفي ..
تنمو و تترعرع كالشجرة
على ضفاف
الشريان و الوريد
أخاف أن يلتقطها موج القهر
فتغرق في بحر الشعر ..
- ٦ -
قصائدي ..
كقرارات أمم المتحدة
تهرب من سلاسل الإضطهاد
من حملات العنف والإجهاد
من طواغيت الإستبداد
.............................
فتقعُ في فخ الكآبة ..
..... بين سياط القمع
.... بين أنياب الجوع
- ٧ -
كلماتي ..
و لأنها قاسيةٌ كالصخر
و لذلك تحتاج قصيدتي
إلى زوجين من الثيران
لتشق بسيف محراثي
جلد التراب
بين الحجر
- ٨ -
سؤال ..
سؤال ساذج
دائماً أسأله نفسي
لما نهرب من الموت ..؟!
إذا كانت الحياة نفسها
قد هربتْ منا
منذُ زمن بعيد ..
- ٩ -
الوطن ..
.... ينزف .....؟!
.......... و يستمر المجزرة
- ١٠ -
الحرب ..
حتى إذا أنتهت الحرب
و ضاعت رائحة البارود
بين الخراب
فإن القصائد السياسية
ستغير شهادات الميلاد
و بيانات الوفاة
لتحتفظ بتلك الرائحة
بين الأوراق الصفراء
إلى الأبد
- ١١ -
القصائد السياسية ..
أنا أكره القصائد السياسية
لأنها ..
كالأشنيات و الطفيليات
لها القدرة على إمتصاص الأحزان
من فخذ اللغة
على دفن الأفراح
تحت قلاع الأبجدية
لأنها ..
كالذئاب
لها القدرة على إفتراس الشعر
من فم الجثث
أنا أكره القصائد السياسية
لأنها ..
تولد في المقاهي
بجوار البنوك
و مراكز الصرافة
لتكون ..
قريبةً من أسواق
البيع و الشراء ..
لأنها ..
ترسم على جدران القلب
خارطة الإغتيالات
لأنها ..
ترتدي أثواب الحرية
وأثواب الحرية فضفاضة
أي إنسان يستطيع أن يرتديه
..... حتى الطغاة
بقلمي : عصمت مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق